الحلقة الأولى : من أنت أيها الإنسان ؟؟

الحلقة الأولى: من أنت أيها الإنسان ؟؟؟
هذا البحث هو نهاية الحكمة العرفانية وخلاصة الفكرة الصوفية لمعرفة سر خلق الإنسان وحدود كرامته عند خالقه.
اليوم سأتحدث حديثا لم تسمعوا به من قبل ولن تحلموا أن تسمعوا به لا في المستقبل القريب ولا البعيد.
حديثي سوف يدور حول ((الرجل)) وهو موجه بالدرجة الأولى إلى المرأة، ولكنه أيضا سهمٌ أسدده إلى جهل الرجل بماهية نفسه وصيرورتها فهو يعرف أنه رجل ولكن ما هي حدود رجولته أوكرامته ؟ فهو لا يدري . والمرأة تعرف الرجل ولكن من خلال ثقافة خاطئة أرادت بها شرا. فهي كرامة الرجل وتكريمه وهي نهاية الهدف الذي يضع الرجل فيه أولى بذور التخطيط الإلهي في إدامة الحياة : (( يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة))
هل للكرامة حدود ؟ نقول نعم ان حدود الكرامة يكون منتهاها في لحاظ الكرامة الإلهية التي اختارت هذه الحدود وبينتها عبر سلسلة من نخبة البشر جاءوا يحملون لنا حدود تلك الكرامة التي هي الاطار العالم الذي يُحيط بإنسانيتنا كل ذلك في كتبٍ مدونةٍ لا يأتيها الباطل لا من بين يديها ولا من خلفها، فإذا جهلنا كرامتنا واضعنا حدودها اصبحت انسانيتنا كريشة في مهب الريح .
في نص خطير تقول التوراة : (( منذ البدء خلقهما هكذا رجل وامرأة خلق الإنسان على صورته كشبهه)) خبرٌ خطير يضع اللمسات الأولى في اصرار التخطيط الإلهي على أن يكون هذا المخلوق كشبهه على صورته أو بمعنى أوضح (( على صورة الله خلقه)) يعني مبدعا مفكرا مدبرا ولكن ضمن حدود قدرته التي كسر غرورها بالمرض والموت.
وفي نص مماثل جاء في البشارة الجديدة : الإنجيل : حيث يقول الله المتجسد في صورة البشر . لقد فهم النصارى هذا النص فهما خاطئا ولد عندهم حيرة فقالوا بأن عيسى هو الله . وما هو الله إنما هو عبد الله ولكنه صورة الله المنظورة في القالب الطيني الذي اودع فيها قدرة الابداع والفكر والتدبير .
وفي القرآن المكرم يا لروعة التصوير : ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ... فجلعناه سميعا بصيرا)) إلى الكثير من الآيات الدالة على عظيم شأن هذا المخلوق الجاهل بنفسه ، بينما الرب يتحسر ألما على خلقه فيقول : يا حسرة على العباد ما يأتيهم من نذير إلا كانوا به كافرين . يا أيها الانسان الجاهل ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك في اي صورة ماشاء ركبك . لماذا يركبك الغرور لماذا لم تتبع هؤلاء النخبة من البشر الذين جاؤوا لك بعلوم لم تستطع أن تحقق جزء منها إلا بآلاف السنين لو اتبعت موسى لأصبحت تشق البحار وتطير في الفيافي والقفار وتكلم الجبار ، ولكنك صلف مغرور . ما غرك لو اتبعت عيسى وهو من النخبة الخمسة الذين رشحت بهم البشرية في عنفوان تكاملها وذروت كمالها ماغرك ؟؟ لو أتبعت عيسى لأصبحت الآن تسير على الماء وتحيي الموتى وتقلب التراب ذهبا . ولكنك مغرور جاهل أيها الانسان لقد كنت منذ البداية ساذجا لا تعرف حدود قيمتك ولا قيمة كرامتك .
ماذا يضرك لو اتبعت محمد ولم تغير ولم تبدل ؟ اتدري لو سرت على نهجه لأصبحت تجوب الآفاق ، وتجوس في الأعماق من دون وسيلة ألم يعرج محمدكم سيد النخبة البشرية إلى السماء السابعة عند النهايات الأبدية للكون عند سدرة المنتهى حيث وقف مناجيا القدرة الأزلية على حافات الخلق المادي واضعا قدم في عالم النور وأخرى في عالم الديجور فكان قاب قوسين أودنى حيث كان هناك دنى فتدلى والتدلي يعني الانتقال من عالم الامكان إلى عالم اللامكان حيث الهيولى التي فتق منها المبدع الاطلالات الأولى للماهية التي انصهرت خلاصتها فيك انت أيها الانسان الجاهل هل تعلم أن كل ذلك السفر والعروج حدث في فترة قياسية خرافية لا تُقاس لربما جزئ من مليون جزء من الثانية .
ماغرك لو اتبعت هؤلاء النخبة من البشر ((الانبياء )) فكنت الآن تملك عصا موسى وقوته ، وابداع عيسى وقدرته ، ومعاجز محمد وسطوته . أتدري أن كل مافي الكون انصهر في شخص نبي آخر الزمان الذي لربما لا تعرف منه إلا سيرةٌ حامت حولها الشكوك لأن النخبة التي اختارهم من بعده بدلوا وغيروا فلم يتبقى من هذا الدين إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه ولولا نفرٌ أوكل الله لهم حفظ الدين وصيانة تعاليم رب العالمين لضاع ما ضاع واصبح شذرا كاليهودية والنصرانية والبوذية والمانوية والأمساخ الأخرى من سيكية وهندو آريه وهندوسية ومانوية. لو اتبعتهم إيها الإنسان لما لجأت إلى ابتداع مذاهب عقلية تحمل بذور فنائها معها من شيوعية وماركسية وبعثية ووجودية ومادية والحادية فبددت بها ثرواتك وقتلك ناسك وغيرت انسانيتك وهززت شرفك واطحت بكرامتك.
انتهت الحلقة الأولى ويليها الحلقة الثانية.
الحلقة الأولى : من أنت أيها الإنسان ؟؟ JHpd1

الحلقة الأولى : من أنت أيها الإنسان ؟؟ JHpd1

ربي لا يحرمنا من هالع ــطاء

ودي لكِ

طــــــــــــــــــــرح مميز جدا وقمه في الــــــــــــــــروعه
ننتظر المزيد.. دمتي متألقه

كلام رائع طرح مميز ابداع لايوصف
اتحفينا بمزيد من علومكِ اختي الباحثه
إيزابيل بنيامين
تقبلي مروري ايتها المميزه

» الحلقة الثانية : هل تعرف المرأة نفسها ؟