الكولاج المسرحي بعد 2003
بعد عام 2003 نضجت صورة المسرح الكولاجي في العراق.هذا النوع الذي يعتمد القص واللصق من مجموعة نصوص واعادة بناء وتركيب نص جديد.
وقد عمل اغلب المسرحيون الشباب على ايجاد رؤاهم في الكولاج المسرحي ولو امعنا النظر في تاريخ تطور هذا النوع لوجدنا فرص حقيقية بعد عام 2003 للشباب ,وهنا قد يقع الاشكال او الشك (هل ان الكولاج المسرحي هو انتاج جديد من مجموعة نصوص معروفة عالميا ام هو هروب من تناول نص مسرحي متكامل ) حيث ان اغلب المخرجين الشباب يميلون في التفكير الى ايجاد مكان الاشتغال (الرؤيا)والمفردة بعيدا عن ايجاد الموضوع والخوض في صراعاته ويحيلون ذلك الى التجميع الذي يزعموا بكولاجية او انتاج جديد.وهنا قد ازعم بان هذا الفعل ليس فعل الكولاج بل اجده واوصفه ب(التجميع العاجز ) فأن فن الكولاج اصلا انطلق من الفنون التشكيلية ,الرسم تحديدا ثم الصور الفوتغرافية الفنية ففي جمع مجموعة صور مستقلة الواحدة عن الاخرى في موضوعها واعادة تركيب هذه الصور في صورة واحدة هنا تكون منتج اخر يختلف عن ما كان المنتج عليه.
وهكذا في فن المسرح العملية تتكون من جمع عدة مواضيع الواحد منها يختلف عن الاخر وتناولها جميعا في موضوع يترابط ليكون منتج اخر .
كذلك يشير الفيلسوف الالماني فريدريك نيتشة في وصفه الانسان الاخر او رجل السوبر مان فهو الذي يجمع الخصائص الانسانية , وكذلك لو اطلعنا على الفيلسوف الجزائري الفرنسي جاك دريدا و فلسفة التفكيك الذي يشبهها بالعملية الكيميائية. فالو جعلنا هذه النصوص الذي نكون منها الكولاج في معادلة كيميائية رياضية وبدائنا بتحيلها ثم في معادلة اخرى لتركيبها لظهر لنا نصا جديد بعيدا عن النصوص التي قمنا بتحليلها , هكذا اذن نجد الكولاج تحليل واعادة تركيب .
ولو اتخذ النص الاخر اشكالية عدم التواصل بين قصة واخرى فهذا يكون ايجابي لما تحمله دعاية النص الاخر ,لان الحياة بأكملها لم تتحدث عن شيء واحد او دعاية واحدة هكذا قالها الناقد الامريكي (وواتر كير).
وهذا قد يحيلنا الى رؤية المخرج في عدم اكمال دائرة العلاقات او منظومة العلاقات داخل النص وجعلها في ايقاع واحد بعيد عن وحدة الموضوع .
وقد تناول ذلك علميا وعملا المخرج المسرحي صادق مرزوك في مسرحية (الخسوف)ففي الرؤيا الاخراجية كان كولاجيا اما في نصه قد استقل , وهنا قد اجتهد المخرج في ادخال كولاجية الرؤيا بدل من كولاجية النص فقد كان النص من تأليفه ,وهنا قد تكون لنا كولاجيتان هما كولاج النص وكولاج الرؤيا