جـِئـْنا إليكـُم ْ نطـْرُق ُ الأبـْوابا = ياخـَير َ مـَن ْ رَدّوا ألنـِداء َ جـَوابا
جـِئـْنا وَكانَ الـدَّمْع ُ يَسْبـَقـُنا = حـُزْنـا ً إلى نور ِ الدُجـى وَمآبا
فالقلبُ يَمْزجُ دَمْعـَنا بدِماءِه ِ = حـُرُقـاً على جـَور ِ الزّمان ِ عـِتابا
لـَمْ يـَبـْق َ مـِن ْ دَمْع ِ العُيونِ صَبابةً = إلآ عـَلاهـَا وَجـْدُنا أعـْتابا
فاذا الفوأدُ يـَذوب ُ فـي أذكارِهِم = حـُبـّا ً وَشَوقـا ً خالصا ً وَصَوابا
لـَم ْ يـَنس َيوما ً حالَ زينبَ عِندَما = ذَهـَبَ ألكـُماة ُ لـِرَ بـّهـمْ أسْرابا
بـَقـِيـَت ْ تـُنادي والصّدَى لـِندائِها = كـان َ المُجيب ُ لِصـَوتـِها أحـْقـابا
لـَمْ تـَلـْق َ غيرَ الراقِـدين َ لـِعلـّة ٍ = وَجـَدوا ألمَنايا جـَنة َوَثـَوابا
لـَم ْ تـَلـْق َ غيرَ ألوَجْد ِ يُسْلي حُزْنـَها = نارا ً وَقـَد ْ كـان َ ألحَشا لـَهـْابا
لـَم ْ يـَبـْق إلآ ذكـْرَهُم بتفجع ٍ = والحُزن ُ يـَرْمي قـَلـْبـَها نـَشّابا
بـَقـيت ْ تـُلازِم ُ حُزْنـَها لفـِراقهمْ = والعَين ُ تـُسْقي قـَلْبـَها أكـْوابا
تـَتجـَرّع ُ ألحَوراء ُ كأسَ مَرارة ً = قـَد ْ لازَمـَتـْهـا لـَوْعـَة ً وَعـَذابا
إن ْ أغـْمَضَت جـِفـْنا ً فـَهَاهُمْ عِندَها = صَرْعى عـَلاهـُم ْ شَجْوَها مِحْرابا
أوْ شاهـَدَت ْ فَجْرا ًحـَزينا ً سَاقـَها = دَمـْعُ ألعـُيون ِ لـِوَجـْدِها أعـْقـابا
فـَغـَدَت ْ تـُلازمُ لـَيلـَها بصَلاتـِهـَا = والصُّبـْح ُ أعـْطى حـُزنـَهـَا ألقـابا
صَبَرَت ْعـَلى غـَدْرِ ألزّمان ِ بـِلوعَة ٍ = دَعْـنـَا نواسِي حـُزْنـَهـَا أتـْرابا
تـَبـْكي أعـِزّتـِها لطول ِ فـِراقـِهـمْ = تـَبـْكي حُسَينا أيـَة ً وَكـِتابا
قـَدْ حـَيـّرَت ْ كـُلّ العُقول ِ بصَبرِها = والصّبر ُ مِنها يـَخـْطـِف ُ ألآلـْبابا
وَقـَفـَت تـُدافـِعُ عـَن حِمى إسْلامِها = وَتصُوغ ُ نـَهـْجا ً شامِخا ًوَخـِطابا
لـَنْ تـَنحني إلاّ لـِعـِزّ جـَلالـِها = أو للسّجود ِ تـَقـَرُّبا ً وَإيابا
إنّ العقيلة َ لـَوْ وَصَفـْت بَيانـَها = كـَلَّ ألكـَلام ُ مُبـَعـْثـَرا ً إعـْرابا
وَتـَساقـَطت ْ مِنّي ألحُروفُ كَرامة ُ = لـِتـُقـَبتّل َ ألجّنات ِ والأعـْتابا
تـَبْكي عـَلى تلك َ ألقـباب بعـَبـْرَةٍ = تـَبْكي عـَليهم شـَيبة ًوَشـَبابا
قـَدْ وَدّعـُوا أرض َ ألطفوفِ لرَبّهـِمْ = وَعـَلـَت ْ عـَلـَيهـُمْ غـَبـْرَة ً وَخـِضابا
أفـْدي ألهـُداة َ ألطـّاهرين وَإنـّني = سَأظـّل ُ أنعـَى قـَادة ًأنجابا
اللهُ قـَد ْ جَعَـلَ ألجـّنان َ طـَريقهم = لـَوْلاهـُم ُ لـَن ْ نـَرْتـقـي ألآسْبابا