يا نائب الوزير . الجزية في الأديان

لا . قالت هذا نائب وزير الخارجية لشؤون الأجانب فلم اعر الامر اي اهتمام .
في اليوم التالي جاءت رسالة في تلفوني تدعوني لحضور دعوة ترجمة ولكن في مطعم !!! فذهبت إلى هناك فرأيت نفس الشاب يجلس ينتظر ، نهض رحب بي كثيرا وقدم نفسه فقلت له نعم ا عرفك السيدة كارينا اخبرتني انك نائب الوزير. عندما رأى الصليب على رقبتي تبسم وبدت على وجهه علامات الارتياح فقال انتي مسيحية ؟ فقلت نعم من العراق . فقال وكانه وجد الفرصة مناسبة لفتح حديث ما . لكي يتسلل شيئا فشيئا إلى ما يُريد ، فقال لي : وهل في العراق انتم النصارى مرتاحين ؟ فقلت له : نعم وزارة الخارجية وأربع وزارات اخرى بأيدينا ونائب الرئيس العراقي مسيحي . فتعجب وقال : وهل كنتم تدفعون مبالغ معينة للحكومة او للمسلمين ؟ فقلت له ولماذا ؟ قال لأنكم كفار في نظرهم. فقلت له وهل تقصد الجزية Tribute avgudadyrkare فقال نعم قلت له : لا . هذا غير موجود اطلاقا في العراق لا توجد حتى ضرائب عامة كما في السويد حيث تأخذون نصف راتب الموظف.
فقال : ولكن الجزية موجودة في كتابهم القرآن ومتى ما سنحت الفرصة لهم سيأخذونها منكم . فقلت له ولكن جزية المسلمين أرحم مما موجود عندنا نحن المسيحيين واليهود .
قال كيف ؟ قلت له في الإسلام توجد جزية ولكنها مقيدة بشروط تجعلها مستحيلة التطبيق . فقال كيف . قلت إذا كنا نسكن في ديار المسلمين فيجب دفع الجزية حتى يحموننا ، ويقدموا الخدمات لنا وهو مبلغ بسيط ولكنه الآن غير مطبق ، ولكنه عندنا نحن أهل الكتاب شيئ لا يُصدقه العقل ولا يقبله العاقل وتنفر منه النفس الإنسانية . فتعجب وقال ممكن تضربي لي مثالا . فقلت له : ما موجود في كل القرآن ((آية واحدة للجزية )) مقيدة بشروط ، ولكن ما موجود عندنا نحن اهل الكتاب مائة وعشرون آية كلها تتحدث عن الجزية بأبشع صورها .
فتعجب وقال ولكن انتي مسيحية لماذا تتكلمي هكذا؟
قلت له انت سويدي . قال نعم . قلت له إذا رأيت في بلدك ظاهرة سيئة هل تنتقدها أو تسكت . قال انتقدها، قلت له ونحن كذلك عندما نرى شيئا في عقيدتنا يجب علينا أن ننقدها ونصححها .
قلت له يا سيد هانز المسلمون أمروا اهل الكتاب بالجزية . ولكنهم اعفوا الطفل والشيخ والمريض والفقير والأرملة واليتيم لا بل أن هؤلاء يصرفوا لهم من بيت مال المسلمين .فإذا كان المسلم يدفع ((الخمس والزكاة)) من أمواله من اجل تأمين رفاه المحرومين فلم لا يدفع اهل الكتاب الجزية على الأقل للترفيه عن فقرائهم . فبهت وسكت وأخذ يتطلع في ساعته.
فقلت له ولكن في كتابنا المقدس توجد مائة وعشرون آية تأمر بأخذ الجزية من الكفار والمشركين وأسرى الحروب وتحتقرهم وتسخرهم وتستخدمهم في امور لا يقبل بها الحيوان وانا اضع بين يديك عدة نصوص لترى بعينك .
جاء في العهد القديم بأن أسرى الحروب : ((كانوا عبيد تحت الجزية )) يشوع 16 :10
وعندما يأخذ الأسير : ((فصار له عبدا ودفع له الجزية )) سفر الملوك الثاني 17 : 3
وعندما يمتنع أحد عن دفع الجزية يسجنوه : (( أرسل رسلا إلى ملك مصر ولم يؤد الجزية ، حسب كل سنة فقبض عليه وأوثقهُ في السجن )) الملوك 17 : 4
وعندما تستسلم لهم مدينة يأخذوا منهم ثلاث : (( وقد اعطوا جزية وخراجا وخفارة )) سفر عزرا 4 : 20
والكثر من ذلك أنه يأخذون من الامم الأخرى : (( ضربوا عليه وعلى الذين يملكون بعده جزية عظيمة ورهائن ووضائع معلومة )) سفر المكابيين الأول 8:7
وما السيد المسيح في الانجيل فقد فرق بين الناس مؤمن به وأجنبي أي كافر لا يؤمن به فقال لسمعان يعلمه فقه الجزية : إنجيل متى 17 : 25(( ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ الجباية والجزية أمن بنيهم أم من الأجانب ؟ قال : من الأجانب . فقال له يسوع : فإذا البنون أحرار)) أي المؤمنون به أحرار وبقية الناس ممن لا يؤمن بالمسيح يكونوا عبيد تحت الجزية .
فقلت له : هل رأيت . يوجد في القرآن آية واحدة عن الجزية مقيدة ولا تؤخذ من الضعيف والمريض والارملة ولا الفقير بل أن اتباع القرآن يعطون خمس اموالهم وزكاتها لفقراء الناس من دون تمييز بين مسلمهم ومسيحيهم ويهودهم وصابئة ووووو.
ولكن في كتابنا مائة وعشرون آية تذل الناس وتجعلهم تحت الجزية والخراج والخفارة ويكونوا عبيدا ويأخذوا منهم رهائن ووضائع وودائع والذي لايدفع يُلقى في السجن . فهل رأيت الفرق ؟
فقال :نعم شيئ عظيم جدا ما تقولينه وفاجأني ذلك وانا مندهش وسنُكمل في في فرصة أخرى، ولكن هذا ليس موضوعي .
ثم تكلم في موضوعه الثاني .
اتأسف لأني اطلت عليكم . إيزابيل