كانت امرأه تعيش مع ابنائها ....بمنزل بسيط قرب مجرى الشاطئ
وقد كانت لهم الام والاب بالوقت ذاته حيث ان والدهم دوما بسفر ليهئ لهم اسباب العيش
وكان من ضمن الابناء طفل لم يتعدى السادسة من عمره ....الا انه يملك من الحركة والاذية ما لم يملكه غيره من الاطفال
فقد كان متعب ويجلب لوالدته المشاكل باستمرار بسبب ضربه الاطفال ....واينما ذهبت الام سبب لها الاحراج مع من تذهب له ....وان تركته في المنزل وجدته معاقب اثناء عودتها من قبل احد اخوانه
فاحتارت الام ...وكانت تعيش بقلق دائمي بسبب هذا الطفل حيث لا يوجد ما يروضه ولا تعرف اي اسلوب قد يعيد له رشده ويحرك له فكره ....فقد كانت دائما تقول غدا يكبر ويهدأ ...الا انه يزداد يوما بعد يوم
فاي وسيلة تسلك ...واي طريقة تفيد ....فقد كانت تاخذه الى جانب الشاطئ وتتحدث اليه بهدوء ....وتطلب منه ان لا يسبب المتاعب لها ولاخوته ...وان ضربهم له قد يتعبها ....ويؤذيها قبل ان يؤذيه
بحيث انها تنهي جلستها معه بوعود قد وعدها بها ....ولكن سرعان ما ان ينسى وعوده حال دخوله للمنزل ...وتعود الفوضى من جديد ...ليلقى الطفل ما يلقاه من الضرب والشتم والعقوبات التي لا تطاق
من قبل اخوته ...ويعم بكائه اجواء الدار ...وحزن الام لا حدود له على طفلها ....فظلت تسمع بكائه وصراخ اخوته ....فراحت تركض نحو الباب وفتحته واغلقت الباب خلفها .....فهدأ المنزل وظل الجميع بصمت .....واستغرب الاخوة لصمت صغيرهم ....الذي تفاجئ بخروج امه من المنزل ....وبهدوء تتبع خطواتها ....وفتح الباب الذي اغلقته بيدها .....فاذا بها تجلس على الشاطئ
وعندما نظرت عينه عينيها ....احرقته دمعة سقطت على خديها ....هيجت بداخله جميع المشاعر ....وظل يبحث بين طيات قلبه عن الوعوود التي قطعها لامه .....
وجلس بالجانب الاخر ....ولف ركبتيه بذراعيه ...واحنى رأسه اجلالا لدموع امه ....التي اظهرت فطرته وحبه لها .....حبيبتي كيف ابكيك ....وانت تبكين علي ....وعندما نظرت له امه ...
فتحت له ذراعيها ....فنهض وركض لها وعام باحضانها ...ليجد الامان وليطرد الخوف والحزن ...وشعور الوحدة الذي انتابه عندما خرجت من المنزل ........فلا ندري ان هذا وعدا جديدا ,,,,قد يختلف عن بقية الوعووود ......ولكنه لن يغيب عن ذاكرته ابدا ......فجعله يلتزم امام والدته ....ويكون المطيع ...خشية فقدها مرة اخرى دون رجعه ...... فكم مؤثرة دمعتيك ايتها الام