حكم الحائض في الديانات .الحيض بالنسبة للمرأة مسألة طبيعية سنتها طبيعة خلق هذا المخلوق اللطيف وهي ذات شعبتين
الأولى : أن البيوض التي لا تُلقح تتجمع ثم تخرج على شكل سيل دموي لمدة سبعة أيام على اكثر التقادير وخمسة أيام تبعا لحالة المرأة النفسية .
الثاني : أن هذه الايام التي تكون فيها المرأة حائض هي بمثابة فترة استراحة يجدد فيها الزوج والزوجة نشاطها وتكون بمثابة حافز لإشتياق بعضهما لبعض .
إذن لا يوجد للمرأة ذنب ترتكبه لكي تصدر بعض الأحكام القاسية بحقها كما سنرى .
أضع هذه المقارنة بين يدي اصدقائي واترك لهم المقارنة واختيار أفضل الأحكام . كما عودتهم أن أترك لهم التقييم من خلال ردودهم القيمة .
أتمنى على اصدقائي أن لا يعتقدوا بأني اتحيز إلى دين أو معتقد ما ، إنما ما أضعه من مصادر من كل دين هو الذي سوف يقرر أيهما الأفضل .
سأتجه اتجاها غريبا في تفسير بعض الأحداث التي جرت في عالم الإنسان الفردوسي قبل هبوطه إلى هذه الأرض .
هناك حيث خلق الرب آدم وحواء ، خلقهم على صورته . مفكرون مبدعون ووضع فيهم كامل الطاقات والقدرات على أن ينهضوا بأعباء حياتهم المستقبلية ، ولكن الرب لم يقرر بعد أين يضع هذا الإنسان فتركه مؤقتا في عالمه الفردوسي ولكن كان هناك من يراقبهم خطوة خطوة منذ اللحظات الأولى لسبك هذا القالب الطيني وعندما اكتمل ودبت فيه الروح وأمر الرب كل المخلوقات بتقديم فروض الطاعة للإنسان كسيّد قادم لهم بما وهبه من امكانات ، أبى المخلوق الناري واخذ يكيد لهما وهم بعدهم على الفطرة . فعرف نقطة ضعف الإنسان ((الجنس)) فحرك فيهم الشهوة وجعلهما يتواقعان ، وعندما فرغ آدم من حواء تحركت كل اجهزتها للعمل . وكان من ضمن هذه الأشياء (( الحيض ونزول البيض )) وغضب الرب وعاتب آدم وقال له : لم اكلت من هذه الشجرة ؟؟ شجرة الجنس . وهذا العالم الفردوسي ليس مكان حيض وولادة ولا نجاسة مني وجماع ؟ فرماهم على الأرض .
أقدم كتاب مقدس بين أدينا هو (( التوراة)) ثم يأتي بعده ((الانجيل)) ثم يأتي بعده ((القرآن)) لنأتي على ذكر الاحكام في هذا الكتب .
التوراة . جاء في التوراة في احكام الحائض : (( وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ دَمًا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِسًا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا.
وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ، يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا.
وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِسًا، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.
وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسُبُ، لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِها دجاجتين أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ. وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا)) راجع سفر اللاويين 19: 33 .
باختصار الحائض نجسة سبعة أيام وعندما تطهر تكون نجسة ايضا ثمانية أيام . وكل من يمسها يكون نجسا يجب عليه الغسل . وكل شيء تجلس عليه يكون نجسا وكل شيء تمسه يكون نجسا وإذا واقعها الرجل في حيضها يكون نجسا سبع أيام . وكل من مس فراشها يكون نجسا يستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء والذي يمسها يكون نجسا وكل شيء يمسه يتنجس وعلى الحائض تقديم دجاجتين الى رجل الدين لكي يغفر لها الرب خطيئة الحيض .
ولكن ماهو حكم من يضطجع مع حائض؟ تعالوا لأغرب الأحكام .
جاء في سفر اللاويين الاصحاح 20: 18 (( وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ طَامِثٍ يُقْطَعَانِ كِلاَهُمَا مِنْ شَعِبْهِمَا )) أي يُقتلان قتلا الإثنين معا الزوج والزوجة يخرجوهم خارج المدينة ويرجمونهم بالأحجار حتى الموت . وذنبهما الوحيد انهما مارسا الجنس ايام الحيض .
اما في الإنجيل البشارة الجديدة . أولا فإن المسيح اقر كل ما في التوارة وقال بأنه لم يأتي لكي ينقض الناموس ــــ أي التوراة ـــ وإنما جاء ليُكمل ، وأن زوال السماء والأرض اهون من زوال حرف واحد من التوراة كما في نص إنجيل متى الاصحاح 5 : 17 : حيث قال : ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ ))
اذن فإن عيسى يقر بكل احكام التوراة للحائض من نجاسة وقتل رجما لمن يقربها . ولذلك نرى عيسى لم يضف شيئا من أحكام الحائض بل اكتفى بما في التوراة من حكم .
واما في الإسلام فقد قال القرآن في سورة الحج آية 44 : ((ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض)). هذا كل ما موجود ، واما الجوانب الأخرى فهي لايحق لها مثلا مس القرآن أو الصلاة والصوم وهي بمثابة فترة استراحة لها. وبإمكانها مزاولة كل اعمالها فأي شيء تطبخه او تلمسه او تجلس عليه طاهر لا تسري نجاسة الحيض إليه وحتى لو قاربها
الرجل أيام حيضها فلا يُقتل لا هو والا الزوجة .